الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

انه الخوف ......



انه الخوف حقاً .. هذا الخطر الذي ينازع أحلامنا ويسيطر علي وجودها أوقاتاً عدة ..لكنه ما يلبث أن يرحل عنا مستسلما ً لتصميمنا وقوة عزيمتنا ورفقة ً تأخذ بيدنا تمدنا بالحياة حينا ً وبالنصح الصامت حيناً آخر . هذا الخوف الذي ينسينا طعم السعاده وينسينا أحلامنا وآمالنا بل وحتي وقدراتنا , تلك القدرات البشريه والانسانيه التي تحمل المرء علي معرفة حقوقه وواجباته ووجوب أدائها علي الوجه الذي يليق بها والصورة التي خلق عليها .... ان هذا الخوف يدفعنا للاستكانه والقلق من القادم , كل القادم ومن الجديد كل الجديد , وكل المفترض بنا أن نجتهد فيه , فيحد من امكانيات هائله وقدرات من المحتمل ان تغير أبوابا ً مغلقه , وتفتح العقول والقلوب لبشائر خير يحتاجها الانسان كل انسان في الأرض كافة , بل انه أيضا ًيمنعنا أحيانا من محاولة استعادتنا لانسانيتنا وكرامتنا بل يمنعنا من احياء كل ما نملك من فكر و ابداع و طاقات ايجابيه نواجه بها ما في الدنيا من صعاب , ويقتل فينا ايماننا بأنفسنا وينتزع احترامنا لها , ونخضع وقتها لكل ما يشين هذه النفس بدعوي أننا لا نستطيع الاقدام علي المواجهه او تغيير ما يواجهنا من سلبيات قد تعيق خطواتنا في الحياة . ان الخوف يشبه المرض الذي نحمله ونتجه به أينما ذهبنا فلا هو يتركنا ولا نحن نتركه فإن لم نبحث له عن دواء فقد يصير داءاً ملازما لناً فيخذلنا متي أردنا اتخاذ موقف ما في الحياة ويتجه لتضليلنا وفقداننا لوعي الفهم وتقدير الأمور ورؤية الحقائق كما هي بل يوجهنا الي تبديل الأمور وتغيير الحقائق وتقييد النفس وايجاد أنواع كثيره من المبررات التي نسوغها لانفسنا لنصدق اننا لا نستطيع شيئا ولا نقدر علي الاتجاه صوب ما نريد أو ما يمكننا فعله أو أدائه علي الوجه المفترض بنا ,ويعمل فينا فعل السحر أو يقوم مقامَ المسكنات من الادويه والمهدئات فلا نعود نصرخ او نعاتب او نشكو أو نطالب او حتي نواجه مواقف معينه تستلزم السعي والجهد لنحيا في عزة وكرامه !! .. بل يجعلنا هذا الخوف نتنفس أفكارا ً سلبية ً وأوهاما ً زائفة ً , كما لايتركنا الاونحن فاقدي الاحترام لأنفسنا , مغمضي الأعين عن الحقائق , فاقدي الشعور لا نبصر النور ولانحتمل من يراه , نمر علي المسؤوليه مروراً سريعاً , فلا نحملها ولا نتحملها ولا نواجهها فيقضي علي العزائم وتتلاشي الاراده وتخذل الأنفس وينكسر فينا أشياء كثيره , أولها انسانيتنا التي تكاد بتمكنه منا أن تنعدم .

الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

اسأل نفسك صادقاً ....


هل انت مسلم ؟؟ بمَ أسلمت ولأي شئٍ استسلمت .. هل تعلمت كيف تكونُ مسلماً أم انكَ ولدت لتجد نفسك مسلماً ,مسلماً بالوراثه فقط .. فكان اسلامك اسماً فقط , هل وقفت لحظات مع نفسك لتسألها مثل هذا السؤال ؟؟ هل سألت نفسك هل أنا اخترت الاسلام أم هو اختارني !! وهل علمت أن هذه نعمة الله التي أهداها إياك فسعدت بها وفرحت قال اللـه تعالى : { فَمَن يُرِدِ اللـه أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَاَنَّمَا يَصَّعَدُ فِي السَّمآءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللـه الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَيُؤْمِنُونَ } (الانعام/125)؟ إن لم تكن فعلت فإنك لم تخسر بعد بل أمامك وقت لتلحق بصفوف النابهين الفاهمين أولي الألباب , اسأل نفسك ,كيف أكون مسلما ؟ وما معني أن اكون مسلما ً ؟؟ وهل أنا أحب الاسلام فعلاً ؟ وكيف احبه ؟ وما الدليل علي حبي إياه ؟ وهل انا اسعي به وإليه لأفهمه وأتفهم صورته وحقيقته وأسباب كونه الدين الذي ارتضاه الرب لنا  ؟؟ قال تعالي (ورضيت لكم الاسلام دينا ) سورة المائدة- من آيه 3 - , وكيف أفعل ذلك فإن أجبت بأنك تحبه بالفعل وتحمد الله علي كونك مسلماً وأن هذه هديةٌ كبري من الحق سبحانه ومِنةٌ مَنَّها المولي عليك فأسأل نفسك عندها ماذا قدمت له وماذا قدَّم لك ؟ و أين جَهْدُك فيه و أين سعيك إليه ؟؟ أين عملك به ؟!!, أين أنت منه و؟أين هو منك ؟ أين موقعه من قلبك وحياتك وفكرك ؟ أين تحقيقك له واقامتك بين رياضه ؟ أين أنت من حبه وفهمه وشكر نعمة الرب لهدايتك إليه ؟ وهل انتسابك إليه يشعرك بالفخر أم تشعر بالخجل من كونك مسلماً كما يشعر بعض من المتأسلمين الذين يخجلون من كونهم كذلك ويتنصلون منه أمام الغرب الذي يرون فيه قدوتهم ورغبتهم القويه في الانتساب اليه (طبعا يبررون لأنفسهم ويتحججون بسوء حال وصورة الاسلام الآن والذي تسببوا هم أنفسهم في رسمها ) وكأن ما يحدث للاسلام هذا الدين القيم .. صنيعة نفسه بنفسه وليس من سوء تصرفات أصحابه الذين لا يحسنون صحبته ولا تطبيق تعاليمه !!!! أو تتحدث كثيييييييرا جداً في كل أمور الحياه , ولعلك تنسي أنه هو عينه الحياه وتنسي انه الذي يُشَكِّلُ صورة هذه الحياه الحقه الصحيحه وبدونه لا راحة ولا وصول لأي بر نجاة مهما غرتك دنياك وغرك بالله الغَرورقال تعالى : ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولايغرنكم بالله الغرور) لقمان , تَدَّعِي أنك ناجحٌ في الحياه بلا حاجة الي عون وتنسي ان الله الذي أمر بالاسلام هو المستعان .. المدبر.. المهيمن .. القادر .. الميسر لكل أمر فكيف تدع التجاءك اليه واحتمائك بشرعه واقامتك لدستوره الذي أنزله ودروبه التي حددها , فلم تسْلِم حق الاسلام ولم تستسلم اليه حق الاستسلام لتلجأ اليه في كل شأن بل تلجأٌ الي غيره أو الي عقلك فحسب معتقداً أن عقلك القاصر االضعيف قادر علي تيسير أمورك وحلِ مشاكلك , فأين اتباعك له ؟؟ فكن صادقاً مع نفسك وتحاور مع نفسك عن علاقتك به , او استمر بالخسران المبين و كن كما أنت مدعياً أنك مستسلم له متبعاً إياه (اسماً لا فعلاً).. ولن يفيدك هذا عند الله شيئاً يوم يقوم الحساب ثبتنا الله وإياكم علي طريق الحق وأرشدنا اليه   .

الخميس، 17 سبتمبر 2009

أشارككِ همومكِ ....


هل تشعرين بالعجز ؟؟ هل تشعرين بالقهر ؟؟ هل تتذوقين مراره ؟؟ وتتحملين ضغوطاً وآلاماً نفسيه قاسيه شديده وترين الهموم تتوالي بل متراكبه فوق بعضها البعض ؟؟ , هل تبتعدين عمن حولك وتتجنبين الحديث معهم أو لا تجدين سببا أو رغبة في مشاركتهم أي شئ ؟؟, هل تشعرين أنك لا تملكين قراراً ولا اتجاهاً ولا اهتماماً لأي شئ وبأي شئ ؟؟, وكأن الحياة توقفت عندك منذ زمن . أشعر بك وأفهمك بل أقول لك أنني هي أنت ِ , نعم , أخبرك الحقيقة وأشاركك كل ما يؤلمك , وأحاول البحث جاهده عن السبب بل الأسباب التي تكاد تكون معروفه لنا أحياناً بالفعل لكن هناك امراً خفياً عنا يجعلنا غير ساعين لتغيير هذا الألم ورفع هذا الضيق والهم عن أجواء ومسار حياتنا التي قد يحسدنا عليها كثيرٌ من الناس بالرغم من حاجتنا لذلك ورغبتنا فيه بالطبع , هناك ظلمٌ بيِّن نوقعه علي أنفسنا وشعور بالذنب لا يفارقنا , وإحساس برغبه في أن نغير ما نلاقي من معاناه لكننا نحبط أعمالنا بأنفسنا , وبعضنا يفشل في سعيه لذلك اذا فعل , ويكون المؤلم فعلا جهلنا بما علينا فعله أو عدم السعي بدايةَ لتجميل الحياه في أعيننا , وكأننا سقطنا في بئر الأحزان التي اخترناها برغبتنا وظللنا نرتوي منه حتي تشربنا الألم وأصبح ظلاً لا يفارقنا . وأخبر نفسي كثيرا أن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم , وأعلم يقينا أن الالتجاء الي الله هوالحل الأوحد قطعاً , وقد جربته بالفعل ولله الحمد فهو خير شفاء ودواء لهذا الداء العضال , وقد تقولين أنك تعلمين هذا جيدا ثم تتابعين حديثك لنفسك قائله .....ولكن ....... ؟؟ نعم , أنا معكِ في كل ما تفكرين ,واجيبك أن الوصول لله يتطلب سفرا وزادا ً ودروباً علينا ان نسلكها ونتتبعها حتي نصل الي ما نريد وحتي نحقق ذلك علينا السعي وبذا الجهد حتي نتخلص من أمراض أنفسنا فنتطهر وتصفو قلوبنا , ومعاً شيئاً فشيئا ً سنحاول جاهدين البحث والسعي والعمل لايضاح الحلول التي تساعدنا علي الخروج من هذا الكهف المظلم واسعاد هذه النفس المظلمه التَعِبَه حتي نتفرغ لهدف أسمي وطريق ارقي وقدره علي القيام بواجباتنا وأداء ما علينا من حقوق لأحبائنا , فلنتشارك ذلك سوياً , وأدعو الله العلي القدير أن يمنحنا البصيرة والحكمة والقدرة علي مقاومة هذا العدو النفسي البغيض ولنسأله – سبحانه -العون والعفو والرضا .

الخميس، 3 سبتمبر 2009

رجالٌ صدقوا الله ....


(رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) ............... (الأحزاب23) عندما أقرأ هذه الآية الكريمه أًعجب وأحزن في ذات الوقت, فأما الحزنُ فعلي حالنا ونحن علي هذه الحال من الذل والتردي في وديان المهالك , وأما الاعجاب فبحال الأوائل الكرام , الصفوة المختاره الذين ( رضي الله عنهم ورضوا عنه )( البينه 8 ) , هم صدقوا الله .. عاهدوا وأوفوا , تاجروا وربحت تجارتهم وربح بيعهم .. باعوا الدنيا بالآخره ففازوا بهما معا ً .. هم ابتاعوا الخير كل الخير فنجوا في الدنيا والآخره .. شعروا بالفرق البين الواضح بين الظلمة والنور , بين الحق والباطل , بين الضعف والقوه و بين الذل والعزه .. هم رأوا ما عمينا عنه وابصروه بقلوبهم قبل اعينهم , بينما هو بين ايدينا وامام اعيننا فلا نستطيع التمسك به بل ولا حتي رؤيته , هم تمسكوا بما يصلح الانفس ونحن تمسكنا بما ينكس الأنفس وينحدر بها , تمسكنا بلا شئ , لا شئ ينجينا او حتي يرفعنا إلي قدر ٍ ما بل تمسكنا بأوهام وخيالات شيطانيه .. هم أحبوا الله ورسوله حباً جما , أخلصوا في حبهم صدقوا في قربهم .. بحثوا عن عزتهم في عزة دينهم , وضعوا نصب أعينهم رسالة السماء وقدروها بقدرها وخطوا بخطوات ثابته في سبيل ارساء أسسها وقيام دولتها واحقاق حقها .. هم وجدوا أنفسهم في سبيل رسالتهم , ووحققوا هدفهم في طريق الله .. هذا الطريق الذي لا يتركه عاقل ولا يتشتت عنه بصير ولا يتوه عنه صاحب حكمه , هم اختاروا بأنفسهم لأنفسهم طريق النجاه .... لكن نحن ما الذي اخترناه لأنفسنا , وهل حددنا طريقنا ؟؟ طريق النجاه ..طريق الخير والعزه ؟ و هل اخترنا رسالتنا ؟ هل حملنا هماً نحقق به سعادةً في الدنيا والآخره مثلهم ؟ , هل عرفنا الي أين نتجه ؟ وفي أي الدروب نسير ؟ وهل نحن نحيا سعداء النفس , قريري العين , وهل حقاً رضينا بالله رباً وبالاسلام ديناً وبمحمدٍ – عليه الصلاة والسلام – نبياً ورسولا فعلاً مثلهم ؟؟!! كم أسأل الله –تعالي – أن يبصِّرنا بما بصروا به ويمحو الغشاوة من علي أعيننا حتي نبصر الطريق الذي يرضيه -سبحانه -عنا , فنحقق ما حققوا ونسير علي خطاهم ونقتدي بهم فنعلو ونحيا كما يجب أن تكون الحياة .