الثلاثاء، 28 يوليو 2009

.. في زمن الليل .. جويده..

في زمن الليل

ولدي..
لأن العمر ذاب كما تذوب الأمنيات
ولأن ليل اليأس يعصف بالبنين
ويستحل دم البنات
ولأن أيام الظلام طويلة
ولأن ضوء الصبح مات
أخشى عليك من السنين
وأنت يا ولدي وحيد في انتظار المعجزات
فالأرض يا ولدي تجور
وتأكل الآن.. النبات
* * *
ولدي
لأن الناس تعشق دائما لحم الصغير
ولأن ماء النهر يلتهم الغدير
ولأن دخان المدينة يذبح الآن العبير
لا تبك يوما يا بني بوجعك العذب النضير
فلقد أضعت العمر يا ولدي.. رفيقا للشجن
وقضيت أيامي أسب الدهر ألعن في الزمن
والدمع يا ولدي طريق التائهين
الدمع يا ولدي عزاء العاجزين
* * *
ولدي
إذا ما تهت يوما
يا صغيري في الزحام
ورأيت كل الناس تقتات الكلام
ورأيت أجساما تصيح
وتشتكي فيها العظام
ورأيت في الطرقات أطفالا تئن
على بقايا.. من طعام
ورأيت أسوارا تحيطك
لا تنم.. مثل النيام
لا تبك يوما يا بني من الزحام
فلقد قضيت العمر أبكي
ثم يصفعني الظلام
ومضت سنين العمر يا ولدي.. بكاء أو كلام..
* * *
ولدي..
إذا ما جئت يوما في طريق
ورأيت كل الناس تقتل في غريق
ورأيت يا ولدي صديقا
يرتوي بدم الصديق
لا تنس يا ولدي
بأن النار تسكر بالحريق
والناس يا ولدي رماد
أو دخان.. في حريق
ولدي
لأني لم أكن يوما رفيقا للزمن
حاربته يوما وحاربني
وصرت بلا وطن
وطني هموم حرت في شطآنها
لا أعرف المرسى وضقت من الشجن
لا فرح يا ولدي هناك
ولا أمان.. ولا سكن!!
* * *
ولدي..
لأنك يا بني تعيش في عمر سعيد
وعلى ظلالك يرقص الأمل الجديد
ما زلت يا ولدي صغيرا تحضن الفرح الوليد
وغدا تحب.. وتعرف الأشواق
تسأل عن مزيد
فإذا وجدت الحب لا تحرم فؤادك ما يريد..
فالعمر يا ولدي سنين
والهوى.. يوم وحيد
فإذا رأيت الحب يسبح في خيالك
ورأيت أشواق السنين تصير ظلا من ظلالك
لا تنس يوما يا بني بأنني
غنيت شوق العاشقين
وبأنني يوما حلمت
بأن يصير الحب بيت المتعبين
لكنني يوما
رأيت الدرب أظلم حولنا
ضاع الطريق
وتاه في قلبي الحنين
فرجعت يا ولدي رمادا
في دروب السائرين
وغدوت أغنية
تحدق في عيون الناس عن حلم السنين
قد كان حلما يا بني
من قال يا ولدي بأن الليل
يهدي التائهين؟؟!

الأربعاء، 22 يوليو 2009

ابتسامة الحياه ....


ارتسمت اجمل ابتسامه وأرقها علي شفاة هذه المولوده الغاليه , هذه الضيفه القادمه ليس فقط الي بيت ذويها بل ضيفه علي العالم كله ... وكيف لا وهي تعد أحد أفراد هذا العالم الذي نحيا فيه لتؤثر فيه أوتتأثر به... ومع هذه الابتسامه العذبه تفكرت فيها وفي صاحبتها البريئه والتي لا تعلم بعد ما هوية العالم الذي كُتب عليها أن تعيش فيه وتحيا بين أفراده , ومجدداً تساءلت تُري كم ستدوم هذه الابتسامه علي محياها البديع و هل ستستطيع الابقاء عليها والي أي مدي وبأي قدر وأي صدق ,وفكرت في أمور الحياه تلك التي تؤثر علينا فتترك بصماتها جليةً علي شخصياتنا وتغير من أسلوب تواصلنا مع الحياه نفسها ,فتجعل أحدنا متجاوبا متفاعلا معها وتجعل آخر محبطاً ,تعيساً , بعيداً عنها ,بل وغاضباً منها أحياناً فلا يتمكن من التمتع بجمالها وأسرارها , فما الذي يدفع أحدنا للوقوع بين أنياب الحياه .. هل صعوبتها وغموضها علي بعضنا كما يقول الضعفاء والمستسلمون ؟؟ !! , لا أعتقد أن ذلك صحيحاً .... لأنه ان كان ذلك فما تبرير تناغم آخرين معها وتلاحمهم معها برغم ما يحيط بها من أحوال ومتغيرات , اذاً فالسر يكمن فينا, وفي أنفسنا .. تلك التي تعيق خطواتنا أو تذللها , و في عقولنا تلك التي تمنحنا إما الانفتاح والتناغم مع حياتنا وقبولها بكل ما فيها , وإما تذلل إنغلاقنا وتعسِّر تواصلنا والنجاح فيها , وحقيقة أن هذا عسيٌر علي بعضنا يسير علي آخرين , إلا أن قدرنا في الحياة هو أن نحياها في كبد , في ظل مقاومة ومجاهدة لهذه النفس التي كرمها الخالق –عز وجل – فلنحاول ولنجاهد ولنلزم أنفسنا طريق التيسير ولنتفاءل كما امرنا حبيبنا –المصطفي –صلوات الله وسلامه عليه – حتي نحافظ علي ابتسامة الحياه لنا , وعلي اشراقة وجوهنا وأنفسنا .