نعيش بين ملايين الصور التي نراها في الحياه... فتلك صورالذكريات وتلك صور أفعالنا وتلك صور تعامل الآخرين معنا وتلك صور الأقدار.. وأخري لاختياراتنا في الحياه ... وهناك تلك التي تقبع فيها حقائق أنفسنا ... صورٌ عديده كثييييره , بعضنا يهمنا وبعضهاالآخر لايعنينا وبعضها لا يستحق النظر فيه ولا يكون لها مكان في قلوبنا ..... كل هذه الصور وأكثر ولكن أيها تستحق النظر فيها والاهتمام بتفاصيلها .. ربما علينا أن نتوقف أمام صور حقائقنا واختياراتنا وصورتقديرنا لأنفسنا ووضعها في مكانتها التي تستحق لا التي نتمني أونعتقد .. لأننا ان عرفنا حدود هذه النفس وما تحويه بين جنباتها .. استطعنا تقييم نقائصها وعيوبها وفهم ضعفها ومواطن قوتها , بل نستطيع عندها تحديد علاج أمراضها , والارتقاء بها من حال أدني الي مقام أعلي . وكم نحتاج جداً الي هذا الأمر الذي به تصفو الأنفس وتنصلح أحوالها وتستقيم بل وتتصالح مع ذاتها فيرضي عنها صاحبها , ويتقبلها , ويبدأ في تقويمها والاهتمام بما يجب أن تكن عليه من احترام وتكريم , وصلاح حال , ومنحها فرصاً لتفهم هدفها الحقيقي في الحياه , فتسيربالتقوي , وتهدف الي الخير, وترتقي الي سمو الانسان الذي كرمه الله , وتكون علي الطريق الذي اختاره الله لنا فتحقق الخلافة في الأرض وتقيم شرع الله بالحب . لكن للأسف بعضنا لا تعنيه صورته الحقيقيه أمام نفسه ,ومن ثَمَّ لا يبذل جهدا في تقييم نفسه ولا تقويمها .... بل يري نفسه أفهم وأعقل من غيره , وأصلح حالاً , وبأنه علي الصواب أبدا , فيرمي من حوله باتهامات شتي ونقد مؤلم , لأنهم في رأيه أقل فهما وحكمة منه , فهذا الصنف من البشر يستحق الشفقه لأنه يجهل أنه يؤذي نفسه بنفسه , فهو يفقد الأحبه والمخلصين من حوله .. ويبعدهم عن طريقه فلا يجد مخلصاً له ناصحاً لأنه اتخذ الكِبْرُ له صاحبا ,فتضيع منه حكمةُ اصلاحِ نفسه وتقويم روحه وفقدان الهدف الحقيقي لحياته . نسأل الله أن يرزقنا وإياكم علما نافعاً وقلباً خاشعاً وروحاً صالحه ونفساً طيبه متواضعه , وبصيرةً نري بها الحق فنستمسك به, وحكمةً من عنده سبحانه ,ويرزقنا حسن اتباعه .
هي كلمات نفسٌ ساعيةٌ للثبات في دنيا المتغيرات , محاولة اللحاق بركب النجاه , قدرها الدائم مجاهدة النفس والوقوف علي عثراتها لترسو علي شاطئ الحريه, ولتتنفس بغير قيد .
الأربعاء، 20 مايو 2009
الاثنين، 11 مايو 2009
..كن ثابتاً..
ان كنت ممن يعانون ويتألمون مما يجدفي دنيا الحَزَن .. ان كنت ممن يبحث عن دروب الخير وعن سالكيه ولم تجد بعد ... ان كنت من المعتصمين بحبل النجاه , و كنت من المعتنقين لمنهج الحق ومن المتبعين لشريعة الرب – سبحانه - , ان كنت من اصحاب الأرواح الشفافه .. البريئه التي تتمني الصلاح والخير.. فتوقع ملاقاة بعض العقبات , وبعض الصعوبات وربما بعض الاحباطات والقلق والحزن ولكن عندها لا تحزن ... لاتحزن ان لم تجد من يشبهك ,ولا تغتر بصلاحك ونقاء نفسك فلست أنت نفسك ملاكاً بل أنت بشرٌ ممن خلق الرحمن فأنت قد تعصي ,وتفسد , وتذهب نفسك أحياناً الي سبل كنت تنكرها , ربما سابقا فيمن هم أمامك , وتذكر أنت بشريتك فلا تقسو علي غيرك ولاعلي نفسك ولتكن ليناً , مرناً , صبوراً ,محباً لمن حولك رغم احوالهم مهما ساءت فهم مجرد بشرمثلك ,ولا تقع في شَرَك ومكيدة الانغلاق داخل دائرة نفسك , ولاتدع نفسك سجين ذاتك وأوهامك .. بل انطلق بين الدروب المختلفه لتبصرألواناً أخري من صور الحياه ,و دع كل ما يمكن أن يؤرق روحك ويسلبك عقلك ومشاعرك وفهمك .. باعد بين نفسك وبين كل ما يمكن أن يسرقها منك أو أن يحاول تشويه نظرتها وتشتيت وجهتها الصالحه.. كن صاحب فكر راسخ صادق الاتجاه حريصاً علي الحق متبعا إياه مهما آلمك الاتباع وسط أحوال الابتداع .. كن ثابتاً ثبات الجبال في وجه العواصف.. لا تسمح لمرضي الأنفس وضعيفي الايمان بأن يتركوا بصماتهم الملوثه تنقش لوحات الخراب في نفسك الطيبه , أو أن ينفثوا سموم شرورهم وغاياتهم الطالحه الخبيثة داخل روحك , فمهما حدث فأنت الأعلي والأشرف بشرف غايتك وطريقك وصحة رؤيتك وجلال منهجك.
الأربعاء، 6 مايو 2009
..كانت هي وكان هو ..
كانت هي ....وكانت أحلامها ..... وكان عالمها الرقيق , المتفائل , والمشرق.. حياتها كانت بعيده كل البعد عن صورة العالم الحقيقي الواقعي لأن عالمها ببساطه كان هو .... كان هو عالمها .. نعم .. بكل ما فيه .. صوته .. هدوءه .. حكمته .. عقله .. رقته .. عاطفته .. حبه لها .. روحه التي امتلكت قلبها .. كل هذا وأكثر كان يأسرها بحسن أخلاقه وطيبة مشاعره وتآلفه معها .. ميله اليها .. شغفه العاقل بها .. كم تهواه.. كم تحب لحظات حديثه معها .. تتمني ألا تتوقف كلماته أبدا .. تستمع اليه بكل شغف ولهفه .. تنصت اليه ....... تعايش أفكاره كأنها بنات أفكارها هي ..كم تعلمت منه .. كم حفظت عنه كل خير و كم أحبت دينه ..علمه ..ثقافته وخبرته , بل كانت تهوي كل دنياه كل عالمه كانا معاً دوماً .. معاً كما التوأم لا ينفصلان الا انها تبدو كابنته المدلـله ويبدو هو لها كابنها الحبيب الوحيد ....... يدافع عنها ويدفع عنها كل سوء .. و هي تحبه وتمنحه كل ما لديها وتحفظ حياته وروحه بقلبها وعقلها وروحها وتراه كل عالمها وأهلها .. تمنحه قبل أن يطلب فتجده مانحاً عطًّـاءا .. كانت تخشي عليه من كل شئ .. وكان يخاف عليها من كل شئ .. كانا معا حكاية صغيره .. رقيقه .. بديعه في عالم صعب قاسي بل مظلم أحياناً.. ولم تدرك هي تلك الحقيقه إلا حينما ودعته في مثواه الأخير في لحظات ماتت فيها روحها في العالم الحقيقي .. الواقعي ..عالم الدنيا في نفس اللحظه التي انتقلت روحه الي عالم الآخره .
السبت، 2 مايو 2009
عالمها المثالي ..
سعادتها منتقصه .. قاصره ..خامدة لا حياة فيها . روحها غادرت منذ زمنِ بعيد إلى عالم أبعد .. عالم حيث المشاعر حية نابضة بصدق أحاسيس ورقة قلوب .. عالمٌ لا تيه فيه ولا غموض ولا صعوبه ولا كذب ولا ألوانٌ قاتمه بل حياة مفعمةُ بالألوان المشرقه والأشجار اليانعه... عالمٌ آخر .. عالمٌ بعيد بُـــعد رغبتها في ترك كل حياتها ... عالمها المثالي أرق وأعذب من أي كلماتٍ قد تحاكي عقل أي أحد .. عالمها.. سفنٌ من الأحلام الغرقي بين مرافئ الحياه لا يغوص فيهاسواها ولا يدرك أسرارها غيرها . عالمها .. سنواتٌ من الأمنيات الباحثات عن بر ٍ آمن وحنان دائم وقلب ٍدافئ ... روحها تنادي حلمٌ خيالي تسأله .. تسأله المزيد .. المزيد من أحلام الامان ....السكن ...الموده ...الرحمه .......الطيبه والود .... و المزيد من الأماني لكن !!! ألا تزهر هذه الأماني أبدا ً ؟؟ !! هل ستظل جافة الأوراق ...فقيرة الثمار ... حزينة الوجدان .........أزهارها ذابله ..لا ظلالٌ لها ولا سكنٌ اليها ولا أمان للإختباء عندها من غدرات الزمن ولا الركون اليها؟؟ متي يكون الحلم واقعا ً حياً نابضا ً بالحياه ؟؟ تدب بين أضلعه الروح والأمل فيتنفس بأنفاسها .. يسير بخطاها .. يتلمس بيدها .... يري و يدمع بعينيها .. ويتلاحم مع واقعها . فتهدأ النفس وتتلمس السكينه والهدوء الوجداني .. وتتعايش كأجمل ما يكون التعايش. تشعر أنه قد يأتي هذا اليوم الذي تتمناه وتترقبه .. يوماً ترتاح فيه هذه النفس الباحثه الحالمه ..ولكنها تدعوه ..تتعجله ..تتمني ان يسارع اليها قبل فوات الأوان ولكن !!!!! صبرا ً أيتها النفس الحالمه .. لا تعجلي ولتتفكري ولتنظري الي آخر الدرب ولتعلمي ان في الآخرة ملاذك ونجاتك فإن لم يرحمكِ العباد في الأرض فسيرحمك رب ُ العباد يوم التلاق ِ وان وجدتِ أيتها النفس العذاب في الدار الدنيا فلئن أحسنتِ وجاهدت نفسك وعودِتها الطاعه , والثبات علي الاحسان والخير والحق .... فستجدين الرحمة في دار ٍ عاليه .. قطوفها دانيه .. فياله من نعيم . فهل مثله !!! .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)